الصلاة والصوم عبادتان من أهم العبادات في الإسلام ،وكل منهما يرتبط بمواقيت محددة فالصلاة لها مواعيد محددة لا تؤدى إلا فيها فإذا تم تأديتها في غير هذه الأوقات تكون باطلة , قال تعالى : { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }[النساء:103] ، أي لها ميقات ومواعيد محددة فلا يجوز أن نصلى الفجر قبل حلول موعده كما لا يجوز أن نصلى الظهر بعد الميقات المحدد له فنؤديه في الميقات المحدد للعصر أو العشاء وهكذا بالنسبة لسائر الصلوات .
ونفس الأمر بالنسبة للصوم ، فالصيام محدد في شهر رمضان فلا يجوز أن نؤديه في شهر آخر غير شهر رمضان ، وكذلك للصوم وقت معلوم يبدأ من طلوع الفجر الشرعي الحقيقي ( الفجر الصادق كما عرفه النبي صلي الله عليه وسلم ) وينتهى عند حلول أول الليل مصداقا لقولة تعالى: { … وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ …}[البقرة:187]. و من ثم فلا يجوز الصيام قبل موعد آذان الفجر الحقيقي أو الإفطار قبل موعد حلول الليل طبقاً لما جاء بهذه الآية.
من هنا فإن تحديد الميقات الشرعي الصحيح لموعد حلول الفجر(الإمساك) وموعد حلول المغرب( الإفطار) أهمية كبرى بالنسبة لعبادتي الصلاة والصيام , وهما أمران لم يكن مختلف عليهم في عصر النبوة وفى عصور الصحابة والتابعين الأولين ، وظهر الخلاف حول موعد الفجر وموعد المغرب في العصور اللاحقة ، ومن هنا بدأ يدب الخلاف بين العلماء حول تحديد مفهوم الفجر الصحيح الشرعي والميقات الشرعي الصحيح لبداية حلول الليل ومن ثم تحديد موعد الإفطار وصلاة المغرب .
وإن كان هذا الخلاف قد أثير في عصور مختلفة وتم تصحيحه فإنه سرعان ما كان يتم النكوص عنه مرة أخرى والعودة لتحديد مواقيت مخالفة للتوقيت الشرعي ، فتعلو من جديد صرخات الغيورين على الدين بضرورة إعادة تصحيح المواقيت لتتفق مع المواقيت الشرعية حتى تستقيم عبادات المسلمين عند تأديتهم لفريضة الصلاة والصوم ، وكثيراً ما كان يتم التكتم علي هذه الأمور من العلماء ومحاربة كل من يحاول أثارتها تماماً كما يحدث في هذه الأيام ، والحجة التي كانوا يتعللون بها أما درء وإخماد الفتن ، أو عدم إثارة أمور تشكك الناس في عباداتهم وما اعتادوا عليه من آبائهم الأولين ، أو يلجأون للتضليل والخداع فيزعمون أن هذه المواقيت هي المواقيت الشرعية حتى لا يعترفوا بوجود أخطاء عندهم ولو كان ذلك علي حساب الدين والشرع ومخالفة كتاب الله وتعاليمه ، فهل تصحيح العبادات لتتفق مع النصوص القرآنية وما يقره الشرع أصبح من الأمور المثيرة للفتن أو التي تشكك الناس في دينهم ، وهل معني ذلك أن التمادي في الأخطاء وعدم تصويبها من الأمور الشرعية ومن باب سد الذرائع والفتن ؟ .
فما هي حقيقة هذه الخلافات ؟ وما هي العصور التي أثيرت فيها مثل هذه الأمور ؟ وهل المواقيت المعمول بها حاليا تتفق مع المواقيت الشرعية أم أن الأمور تحتاج إلى إعادة نظر وتصويب لتعود مواقيت هذه العبادات إلى ما كانت عليه في العصر النبوي، هذا ما سنكشف عنه من خلال هذا البحث .
حقيقة الخيط الأبيض من الفجر
اختلف العلماء في تحديد الوقت الذي يتبيّن فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر على ثلاثة أقوال، ذكرهما ابن جرير الطبري في تفسيره (2|172) :
• القول الأول: أن الخيط الأبيض هو ضوء النهار، والخيط الأسود هو سواد الليل
• القول الثاني: أن الخيط الأبيض هو بياض النهار (وليس مجرد ضوء النهار)، والخيط الأسود هو سواد الليل. صفة ذلك البياض أن يكون مُنتَشِراً مُستَفيضاً في السماء، يملأ بياضهُ و ضَوءُهُ الطُّرُق (أي تشعر بتأثيره في الطرق، وليس أنها تصبح كالنهار!). وهذا البياض يكون عند أول بزوغ الشفق الأحمر عند المشرق في الأفق، حيث يكون الشرق مضيئاً بضوء النهار، ويكون الغرب مسوداً بسواد الليل.
قال الآلوسي في تفسيره "روح المعاني": «وقوله: {من الفجر}، يدل على أنه أريد بالخيط الأبيض الصبح الصادق، وهو البياض المستطير في الأفق، لا الصبح الكاذب، وهو البياض المستطيل. لأن الفجر هو انفجار النور، وهو بالثاني لا بالأوّل. وشبه بالخيط وذلك بأول حاله، لأنه يبدو دقيقاً ثم يرتفع مستطيراً، فبطلوع أوله في الأفق يجب الإمساك. هذا مذهب الجمهور، وبه أخذ الناس ومضت عليه الأعصار والأمصار».
• القول الثالث: أن الخيط الأبيض هو ضوء الشمس قبل طلوعها (وليس بياض النهار فحسب)، والخيط الأسود هو سواد الليل. ويكون هذا ( الخيط الأبيض) عندما تقترب الشمس من الأفق فتصير تحته بستة درجات أو أقل.
وذهب البعض إلى أن المقصود بتبين بياض النهار من الليل أن ينتشر هذا البياض في الطرق والبيوت والسكك .
السنة النبوية تحدد الفرق بين الفجر الصادق والفجر الكاذب
مما هو معلوم في الشرع والفلك، أن هناك فجرين: فجر كاذب، وفجر صادق، والكاذب يطلع قبل الصادق بـمدة لا تقل عن من 25 - 65 دقيقة حسب شهور السنة .
والكاذب يُحل الطعام للصائم، ويُحرم صلاة الفجر، والصادق يحرم الطعام، ويحل صلاة الفجر.
قال صلى الله عليه وسلم :(إن بلالاً يؤذن بليل ( وهو أذان الفجر الكاذب ) فكلوا، واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) (وهو أذان الفجر الصادق)،لأن الأذان الأول الذي كان يؤذنه بلال كان أذان السحور في الغالب .
ويستدل علي ذلك مما رواه سالم بن عبد الله عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم)). ثم قال: وكان رجلا أعمى، لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت.( أخرجه البخاري، كتاب الأذان، حديث رقم 617). ومعنى أصبحت أصبحت أي دخلت في الصباح.
وحديث سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق)) رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
وروى الحاكم والبيهقي - وصححه الألباني - من حديث جابر قول النبي صلى الله عليه وسلم ((الفجر فجران: فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان (أي يشبه شكله في السماء ذيل الذئب) فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام، وأما الفجر الذي يذهب مستطيراً في الأفق فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام)) صحيح الجامع 4278.
قال النووي -رحمه الله-: قال أصحابنا: والأحكام كلها معلقة بالفجر الثاني، فيه يدخل وقت صلاة الصبح ,ويخرج وقت العشاء ,ويدخل في الصوم ويحرم به الطعام والشراب على الصائم وبه ينقضي الليل ويدخل النهار ,ولا يتعلق بالفجر الأول الكاذب شيء من الأحكام بإجماع المسلمين.(المجموع 3/44)
قال ابن حزم (والفجر الأول هو المستطيل المستدق صاعدا في الفلك كذنب السرحان، وتحدث بعده ظلمة في الأفق، لا يحرم الأكل ولا الشرب على الصائم، ولا يدخل به وقت صلاة الصبح، وهذا لا خلاف فيه من أحد من الأمة كلها. والآخر هو البياض الذي يأخذ في عرض السماء(أي يكون منتشراً بالعرض) في أفق المشرق في موضع طلوع الشمس في كل زمان، ينتقل بانتقالها، وهو مقدمة ضوئها، ويزداد بياضه، ربما كان فيه توريد بحمرة بديعة، وبتبينه يدخل وقت الصوم ووقت الأذان لصلاة الصبح ووقت صلاتها. فأما دخول وقت الصلاة بتبينه فلا خلاف فيه من أحد من الأمة) المحلى (3/192).
وقال أبو عمر بن عبد البر: أجمع العلماء ؛ على أن وقت صلاة الصبح طلوع الفجر الثاني إذا تبين طلوعه، وهو البياض المنتشر من أفق المشرق، والذي لا ظلمة بعده (الإجماع ص46)
وقال شمس الدين السرخسي: والفجر فجران؛كاذب تسميه العرب ذنب السرحان، وهو البياض الذي يبدو في السماء طولاً، ويعقبه ظلام، والفجر الصادق وهو البياض المنتشر في الأفق (عرضاً )، فبطلوع الفجر الكاذب لا يدخل وقت الصلاة ولا يحرم الأكل على الصائم مالم يطلع الفجر الصادق (كتاب المبسوط1/141 طبعة دار الفكر)
وقال كمال الدين بن الهمام : ولا معتبر بالفجر الكاذب، وهو البياض الذي يبدو طولاً ثم يعقبه الظلام لقوله عليه الصلاة والسلام: لا يغرنكم أذان بلال ولا الفجر المستطيل وإنما الفجرالمنتشر في الأفق (فتح القدير1/219)
قال الموفق ابن قدامة: وجملته أن وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر الثاني إجماعا، وقد دلت عليه أخبار المواقيت، وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق، ويسمى الفجر الصادق، لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك، والصبح ما جمع بياضا وحمرة، ومنه سمي الرجل الذي في لونه بياض وحمرة أصبح، وأما الفجر الأول، فهو البياض المستدق صعدا من غير اعتراض، فلا يتعلق به حكم، ويسمى الفجر الكاذب. (المغني 2/30).
والخلاصة: أن الفجر الكاذب يسبق الفجر الصادق في الظهور ويكون عبارة عن نور خافت ينتشر عموديا في السماء في منطقة محددة من جهة مشرق الشمس ويكون سائر ما حوله ظلام ونجوم السماء مازالت ظاهرة في اتجاه المشرق والمغرب، أما الفجر الصادق فيكون عبارة عن نور ينتشر عرضيا عند الأفق من اتجاه المشرق وبدأت معه معظم نجوم السماء تختفي خاصة تجاه الشرق.
ومع ذلك فقد اعتد بالفجر الكاذب واضعوا التقاويم في كل الدول الإسلامية، فحددوا لنا ميقات الفجر في عز الليل وقبل موعده الشرعي لعدم معرفتهم بالسنة.
وفيما يلي صور توضح شكل هذين الفجرين عند ظهورهما في السماء :
صور الفجر الكاذب
ويلاحظ في الصورة أن ضوء الفجر الكاذب منتشر طولياً في السماء ويشبه ذيل الذئب والنجوم مازالت منتشرة
صورة أخري للفجر الكاذب
صور الفجر الصادق
ويلاحظ في الصورة أن الفجر الصادق منتشر عرضياً عند أفق مشرق الشمس في صورة بياض ومعظم نجوم السماء قد اختفت عند المشرق
صورة أخري للفجر الصادق
الفلكيون أخطأوا بتحديد موعد الفجر عند الفجر الكاذب (الشمس أسفل الأفق ب 18 درجة)
اعلم أن الفلكيين اعتبروا الضوء في الأفق علامة من علامات الفجر وسموا هذا الضوء بالشفق ، وقسموه إلى ثلاثة أقسام :
الأول : الشفق الفلكي : Twilight Astronomical وهو يدخل عندما تكون الشمس على انخفاض 18 درجة تحت الأفق الشرقي، وقد يسمونه الفجر الفلكي وهو نفسه الفجر الكاذب شرعاً.
الثاني : الشفق الملاحي ( أو الشفق البحري ) : Twilight Nautical ويدخل وقته عندما تكون الشمس على انخفاض 12 درجات تحت الأفق الشرقي.
الثالث : الشفق المدني : Civil Twilight ويدخل وقته عندما تكون الشمس على انخفاض 6 درجات تحت الأفق الشرقي.
صورة الشفق الملاحي
صورة الشفق المدني
ويؤكد معظم الفلكيين أن أول ضوء للشمس يظهر في الأفق حينما تكون الشمس الظاهرية اسفل الأفق المرئي بمقدار 18 درجة قوسية. ولقد اعتبر هذا المقدار علميا وشرعيا من قبل العلماء في معظم البلدان الإسلامية ونظمت التقاويم على أساس ذلك، ويؤكد بعض الباحثين أن الفجر الكاذب يسبق الفجر الصادق فلكيا بحوالي ساعة .
وفي مصر ومعظم الدول الإسلامية تم تحديد الفجر عندما تكون الشمس عند الدرجة 19 تقريبا تحت الأفق ، أى تم تحديد ميقات الفجر عند الفجر الكاذب الذي حذرنا منه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وذلك لأن هذه التقاويم وضعها علماء أجانب أيام الاحتلال الإنجليزي وهم يجهلون حقيقة الفجر الشرعي .
فقد ذكر الأستاذ الدكتور أحمد إسماعيل خليفة أستاذ المساحة بكلية الهندسة جامعة الأزهر ورئيس لجنة التقاويم بهيئة المساحة في بحث له حول هذه المسألة :
إن الهيئة المصرية للمساحة تقوم بحساب صلاة العشاء على أساس انخفاض مركز الشمس 17.5 درجة تحت الأفق ، وصلاة الفجر عندما يكون مركز الشمس منخفضا 19.5 درجة تحت الأفق ، وهذه القيم جاءت بناء على توصية خبيرين أجنبيين قاما بناء على تكليف من مصلحة المساحة بعمل دراسة في أسوان عن الشفق في شتاء عام 1908م وقاما بنشر نتائج بحثهما وتوصياتهما في 1909 م ( أي في زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر ) .
وقد وضع تقويم رابطة العالم الإسلامي وتقويم العجيري عند الدرجة 18، أما تقويم أم القرى فقد وضع على درجة (19) أي مع تقديم أربع إلى خمس دقائق لأن الدرجة = 4.5ــ 5 دقيقة .
وفي مصر ومعظم الدول الإسلامية تم تحديد الفجر عندما تكون الشمس عند الدرجة 19 تقريبا تحت الأفق ، أى تم تحديد ميقات الفجر عند الفجر الكاذب الذي حذرنا منه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وذلك لأن هذه التقاويم وضعها علماء أجانب أيام الاحتلال الإنجليزي وهم يجهلون حقيقة الفجر الشرعي .
فقد ذكر الأستاذ الدكتور أحمد إسماعيل خليفة أستاذ المساحة بكلية الهندسة جامعة الأزهر ورئيس لجنة التقاويم بهيئة المساحة في بحث له حول هذه المسألة :
إن الهيئة المصرية للمساحة تقوم بحساب صلاة العشاء على أساس انخفاض مركز الشمس 17.5 درجة تحت الأفق ، وصلاة الفجر عندما يكون مركز الشمس منخفضا 19.5 درجة تحت الأفق ، وهذه القيم جاءت بناء على توصية خبيرين أجنبيين قاما بناء على تكليف من مصلحة المساحة بعمل دراسة في أسوان عن الشفق في شتاء عام 1908م وقاما بنشر نتائج بحثهما وتوصياتهما في 1909 م ( أي في زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر ) .
وقد وضع تقويم رابطة العالم الإسلامي وتقويم العجيري عند الدرجة 18، أما تقويم أم القرى فقد وضع على درجة (19) أي مع تقديم أربع إلى خمس دقائق لأن الدرجة = 4.5ــ 5 دقيقة .
صرخات قديمة وحديثة نادت بمراجعة التقاويم الحسابية لاختلافها مع الرؤية البصرية للفجر الصادق
ذكر الدكتور أحمد إسماعيل خليفة في البحث المذكور كلاماً يستدل منه علي عدم الدقة في حساب المواقيت بطرق شرعية ووجود خلافات حول التوقيتات المعمول بها حالياً فقال :
إن موضوع تعيين وقت صلاتي العشاء والفجر كان وما يزال محل خلاف بين علماء المسلمين قديما وحديثا ولعل مما أدى إلى كثرة إثارة الموضوع في العقود الأخيرة زيادة تلوث الجو مما ترتب عليه عدم تمييز أول ضوء الفجر حيث لا يرى الضوء إلا بعد مرور فترة تسمح بانتشاره ويصير أكثر وضوحا مما دعا كثيرا من عامة الناس إلى إثارة البلبلة والجدل حول صحة وقت صلاة الفجر وهذه البلبلة تعود إلى بعض العوامل الطبيعية التي تؤثر على بدء إحساس العين بضوء الفجر …ثم شرع في بيان بعضا من تلك العوامل وعدد منها:
التلوث وتأثير وجود القمر وتأثير الضوء الصناعي … ومن أهم العوامل المؤثرة التلوث ، فنتيجة للرطوبة والأتربة ودخان المصانع وعوادم السيارات … الخ يؤدي إلى تشتيت الضوء فتقل شدته … الخ كلامه .
ومن هنا نعلم أن ضبط الفلكيين للشفق الفلكي ( الفجر الفلكي ) بأنه حين تكون الشمس تحت الأفق 18 درجة لم يراعوا فيه صفة الفجر الشرعي ، لأنه اصطلاح كوني عام لهم ، ولكن الفلكيين المسلمين لما قاسوه على وصف الفجر الصادق وجدوه غير مطابق للفجر الحقيقي .
وقد ظهرت في العصور المتأخرة صرخات تنادي بمراجعة الروزنامات والتقاويم الحسابية لأنها تختلف عن الرؤية البصرية التي تتبين الفجر الصادق … وتكررت هذه الصرخات منذ أيام الشيخ محمد رشيد رضا ، حيث ذكر أن استطلاعاته تختلف عن حسابات التقاويم أي في صلاة الفجر ، ثم تبعه على ذلك جملة من العلماء ، منهم الشيخ تقي الدين الهلالي الذي ألف رسالة عن الفجر الصادق .
وأرسل الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان خطاب للدكتور صالح العذل في 5/9/1414 هجرية يطلب منه إعادة النظر في التقويم، ومما قاله في ذلك الخطاب (… وكان شيخنا محمد بن إبراهيم - رحمه الله - لا يقيم الصلاة في مسجده إلا بعد وضوح الصبح، وبعض الأئمة لا يقيمون صلاتهم إلا بعد وقت التقويم الحاضر بأربعين دقيقة أو نحوها، ويخرجون من المسجد بغلس، أما البعض الآخر فانهم يقيمون بعد الأذان بعشرين دقيقة، وبعضهم يقيمون الصلاة بعد الأذان على مقتضى التقويم بخمس عشرة دقيقة……ثم هؤلاء المبكرون يخرجون من صلاتهم قبل أن يتضح الصبح فهذا خطر عظيم يخشى أن لا تصح صلاتهم ويكون عليهم الإثم وعلى الجميع إذا سكتوا وإذا ما صحت صلاتهم يكون ذلك منكرا عظيما في الشرع، فالذي أشير عليكم وأنصحكم به إعادة النظر والاحتياط لعبادة المسلمين، لأن التقديم ولو عشر دقائق فيه خطر، والتأخير للتأكيد ليس فيه خطر، بل واجب لقوله صلى الله عليه وسلم ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))، وقوله صلى الله عليه وسلم ((من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)) ولست اكرر ذلك عليكم للجدل أو للتعصب أو للاعتراض بدون دليل حاشا وكلا، و إنما ذلك من باب النصيحة والخوف على الجميع...) .
وكتب وزير الحج والأوقاف السعودي - آنذاك - عبد الوهاب أحمد عبد الواسع إلى وزير المالية بتاريخ 27/10/1408 هجرية ، وبرقم 7492/408، ما نصه (معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد: نبعث لمعاليكم طيه صورة من جدول أوقات الصلاة لشهر جمادى الثانية لعام 1408، والمعد من قبل شيخ مؤذني المسجد النبوي الشريف/عبد الرحمن عبدالاله إبراهيم خاشقجي الذي يتم توزيعه شهريا على مؤذني مساجد منطقة المدينة المنورة. والذي أفاد مدير أوقاف ومساجد المدينة بأن العمل جار به من قبل مؤذني مساجد المدينة بأمر من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح - رئيس المحاكم الشرعية - وقد لوحظ أنه يوجد بينه وبين تقويم أم القرى فارق زمني كبير. وحيث أن تقويم أم القرى يصدر عن وزارة المالية لذا.. نود معرفة رأي الجهة المختصة في وزارة المالية في موضوع هذا الاختلاف، نظرا لأن الفارق بين التقويمين كبير، الأمر الذي يجعل من الصعوبة اختيار أى التقويمين للسير بموجبه).
وهناك أبحاث ميدانية أخرى في هذا المجال لم تنشر، منها بحث للدكتور سليمان بن ابراهيم الثنيان، وكان بعنوان (أوقات الصلوات المفروضة)، وقد ذكر أنه قام برصد الفجر لعام كامل، وأن وقت الفجر حسب تقويم أم القرى متقدم عن التوقيت الشرعي للفجر ما بين 15 دقيقة إلى 24دقيقة حسب فصول السنة.
وفي الآونة الأخيرة شكلت لجنة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بدراسة هذا الموضوع، وكان البحث الرئيسي هو مشروع دراسة الشفق(الفجر الصادق) وشكلت لجنة برئاسة الدكتور زكي بن عبد الرحمن المصطفى. وشارك في البحث د.أيمن بن سعيد كردي (أستاذ علم الفلك المساعد) و آخرين ، والشيخ د.سعد بن تركي الخثلان (ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء) الشيخ محمد بن سعد الخرجي (رئيس كتابة عدل الأولى بالرياض، ممثل وزارة العدل). الشيخ عبدالرحمن بن غنام الغنام (وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد، ممثل وزارة الشؤون الإسلامية)
تمت الدراسة في منطقة مظلمة بعيدا عن أضواء مدينة الرياض على بعد 170 كم لضمان البعد عن الملوثات الضوئية ولقد تم الرصد لمدة يومين من كل شهر في فترتين مسائيتين بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء وبعد منتصف الليل إلى بعد شروق الشمس وذلك لضمان تغطية كافة فصول السنة وما يحدث فيها من تقلبات جوية تؤثر على الرصد وبالتالي تؤثر على دالة الشفق.
وقد لاحظت اللجنة أن الفجر الكاذب الذي وضع عليه التقويم متقدم على الصادق بنحو عشرين دقيقة ، يزيد وينقص نحو خمس دقائق، وذلك حسب طول الليل، والنهار، وقصرهما.
وبعد مقابلة اللجنة المشرفة على الدراسة للمسئول عن تقويم أم القرى د. فضل نور وتسجيل هذه المقابلة قالت: " وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقًا الدكتور فضل نور الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناءً على ما ظهر له, وليس لديه أي أساس مكتوب .
وأكد أعضاء اللجنة من خلال الحديث معه ومحاورته أن الدكتور فضل لا يميز بين الفجر الكاذب والصادق على وجه دقيق, حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب ,أي: على درجة 18 وبعد عشر سنوات قدمه إلى 19 درجة احتياطًا "( نص محضر المقابلة بصفحة 10 من مشروع دراسة الشفق )
وأكد الدكتور سعد الخثلان ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء وعضو اللجنة السابقة – بأن الدكتور فضل الذي أعد التقويم أخبره بأنه أعد التقويم على 19 درجة، وبدون النظر إلى التحقق من الفجر الصادق، وأبدى رغبته في إعادة النظر في هذا التقويم ما دام أنه ثبت خطؤه.
شهادات لبعض العلماء المسلمين بخطأ تقويم الفجر
إن موضوع تعيين وقت صلاتي العشاء والفجر كان وما يزال محل خلاف بين علماء المسلمين قديما وحديثا ولعل مما أدى إلى كثرة إثارة الموضوع في العقود الأخيرة زيادة تلوث الجو مما ترتب عليه عدم تمييز أول ضوء الفجر حيث لا يرى الضوء إلا بعد مرور فترة تسمح بانتشاره ويصير أكثر وضوحا مما دعا كثيرا من عامة الناس إلى إثارة البلبلة والجدل حول صحة وقت صلاة الفجر وهذه البلبلة تعود إلى بعض العوامل الطبيعية التي تؤثر على بدء إحساس العين بضوء الفجر …ثم شرع في بيان بعضا من تلك العوامل وعدد منها:
التلوث وتأثير وجود القمر وتأثير الضوء الصناعي … ومن أهم العوامل المؤثرة التلوث ، فنتيجة للرطوبة والأتربة ودخان المصانع وعوادم السيارات … الخ يؤدي إلى تشتيت الضوء فتقل شدته … الخ كلامه .
ومن هنا نعلم أن ضبط الفلكيين للشفق الفلكي ( الفجر الفلكي ) بأنه حين تكون الشمس تحت الأفق 18 درجة لم يراعوا فيه صفة الفجر الشرعي ، لأنه اصطلاح كوني عام لهم ، ولكن الفلكيين المسلمين لما قاسوه على وصف الفجر الصادق وجدوه غير مطابق للفجر الحقيقي .
وقد ظهرت في العصور المتأخرة صرخات تنادي بمراجعة الروزنامات والتقاويم الحسابية لأنها تختلف عن الرؤية البصرية التي تتبين الفجر الصادق … وتكررت هذه الصرخات منذ أيام الشيخ محمد رشيد رضا ، حيث ذكر أن استطلاعاته تختلف عن حسابات التقاويم أي في صلاة الفجر ، ثم تبعه على ذلك جملة من العلماء ، منهم الشيخ تقي الدين الهلالي الذي ألف رسالة عن الفجر الصادق .
وأرسل الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان خطاب للدكتور صالح العذل في 5/9/1414 هجرية يطلب منه إعادة النظر في التقويم، ومما قاله في ذلك الخطاب (… وكان شيخنا محمد بن إبراهيم - رحمه الله - لا يقيم الصلاة في مسجده إلا بعد وضوح الصبح، وبعض الأئمة لا يقيمون صلاتهم إلا بعد وقت التقويم الحاضر بأربعين دقيقة أو نحوها، ويخرجون من المسجد بغلس، أما البعض الآخر فانهم يقيمون بعد الأذان بعشرين دقيقة، وبعضهم يقيمون الصلاة بعد الأذان على مقتضى التقويم بخمس عشرة دقيقة……ثم هؤلاء المبكرون يخرجون من صلاتهم قبل أن يتضح الصبح فهذا خطر عظيم يخشى أن لا تصح صلاتهم ويكون عليهم الإثم وعلى الجميع إذا سكتوا وإذا ما صحت صلاتهم يكون ذلك منكرا عظيما في الشرع، فالذي أشير عليكم وأنصحكم به إعادة النظر والاحتياط لعبادة المسلمين، لأن التقديم ولو عشر دقائق فيه خطر، والتأخير للتأكيد ليس فيه خطر، بل واجب لقوله صلى الله عليه وسلم ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))، وقوله صلى الله عليه وسلم ((من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)) ولست اكرر ذلك عليكم للجدل أو للتعصب أو للاعتراض بدون دليل حاشا وكلا، و إنما ذلك من باب النصيحة والخوف على الجميع...) .
وكتب وزير الحج والأوقاف السعودي - آنذاك - عبد الوهاب أحمد عبد الواسع إلى وزير المالية بتاريخ 27/10/1408 هجرية ، وبرقم 7492/408، ما نصه (معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد: نبعث لمعاليكم طيه صورة من جدول أوقات الصلاة لشهر جمادى الثانية لعام 1408، والمعد من قبل شيخ مؤذني المسجد النبوي الشريف/عبد الرحمن عبدالاله إبراهيم خاشقجي الذي يتم توزيعه شهريا على مؤذني مساجد منطقة المدينة المنورة. والذي أفاد مدير أوقاف ومساجد المدينة بأن العمل جار به من قبل مؤذني مساجد المدينة بأمر من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح - رئيس المحاكم الشرعية - وقد لوحظ أنه يوجد بينه وبين تقويم أم القرى فارق زمني كبير. وحيث أن تقويم أم القرى يصدر عن وزارة المالية لذا.. نود معرفة رأي الجهة المختصة في وزارة المالية في موضوع هذا الاختلاف، نظرا لأن الفارق بين التقويمين كبير، الأمر الذي يجعل من الصعوبة اختيار أى التقويمين للسير بموجبه).
وهناك أبحاث ميدانية أخرى في هذا المجال لم تنشر، منها بحث للدكتور سليمان بن ابراهيم الثنيان، وكان بعنوان (أوقات الصلوات المفروضة)، وقد ذكر أنه قام برصد الفجر لعام كامل، وأن وقت الفجر حسب تقويم أم القرى متقدم عن التوقيت الشرعي للفجر ما بين 15 دقيقة إلى 24دقيقة حسب فصول السنة.
وفي الآونة الأخيرة شكلت لجنة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بدراسة هذا الموضوع، وكان البحث الرئيسي هو مشروع دراسة الشفق(الفجر الصادق) وشكلت لجنة برئاسة الدكتور زكي بن عبد الرحمن المصطفى. وشارك في البحث د.أيمن بن سعيد كردي (أستاذ علم الفلك المساعد) و آخرين ، والشيخ د.سعد بن تركي الخثلان (ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء) الشيخ محمد بن سعد الخرجي (رئيس كتابة عدل الأولى بالرياض، ممثل وزارة العدل). الشيخ عبدالرحمن بن غنام الغنام (وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد، ممثل وزارة الشؤون الإسلامية)
تمت الدراسة في منطقة مظلمة بعيدا عن أضواء مدينة الرياض على بعد 170 كم لضمان البعد عن الملوثات الضوئية ولقد تم الرصد لمدة يومين من كل شهر في فترتين مسائيتين بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء وبعد منتصف الليل إلى بعد شروق الشمس وذلك لضمان تغطية كافة فصول السنة وما يحدث فيها من تقلبات جوية تؤثر على الرصد وبالتالي تؤثر على دالة الشفق.
وقد لاحظت اللجنة أن الفجر الكاذب الذي وضع عليه التقويم متقدم على الصادق بنحو عشرين دقيقة ، يزيد وينقص نحو خمس دقائق، وذلك حسب طول الليل، والنهار، وقصرهما.
وبعد مقابلة اللجنة المشرفة على الدراسة للمسئول عن تقويم أم القرى د. فضل نور وتسجيل هذه المقابلة قالت: " وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقًا الدكتور فضل نور الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناءً على ما ظهر له, وليس لديه أي أساس مكتوب .
وأكد أعضاء اللجنة من خلال الحديث معه ومحاورته أن الدكتور فضل لا يميز بين الفجر الكاذب والصادق على وجه دقيق, حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب ,أي: على درجة 18 وبعد عشر سنوات قدمه إلى 19 درجة احتياطًا "( نص محضر المقابلة بصفحة 10 من مشروع دراسة الشفق )
وأكد الدكتور سعد الخثلان ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء وعضو اللجنة السابقة – بأن الدكتور فضل الذي أعد التقويم أخبره بأنه أعد التقويم على 19 درجة، وبدون النظر إلى التحقق من الفجر الصادق، وأبدى رغبته في إعادة النظر في هذا التقويم ما دام أنه ثبت خطؤه.
شهادات لبعض العلماء المسلمين بخطأ تقويم الفجر
قامت عدة مشاهدات وشهادات من فضلاء ، وتمت عدة دراسات تبين بالدليل العلمي، والرؤية الواقعية، أن معظم التقاويم في البلاد الإسلامية خطأ ، حيث تم تحديد الفجر فيها على الفجر الكاذب .
وهذا أمر بالغ الخطورة، حيث يصلي كثير من المسلمين عقب أذان الفجر الكاذب، أي: قبل طلوع الفجر الصادق، مما يترتب على ذلك فساد الصلاة على من علم ذلك ، لذا وجب على المسلم التنبه إلى هذه المسألة، والنظر فيها نظر علم، واتباع، وتمحيص، لا نظر تقليد، لا يفرق بين الدليل والإتباع وبين التقليد، ولا يجوز له الاعتماد على تقويـم مُعَدٍّ على حساب فلكي، لا يُدرى عن واضعيه، مقدار علمهم الشرعي، واتباعهم للسنة، بخاصة وقد تبين بالدليل القطعي خطؤه، وشهد على ذلك العلماء العدول ، نذكر منهم :
ما قاله الـحافظ ابن حجر في ( فتح الباري) : (تنبيه) من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام، زعماً ممن أحدثه: أنه للاحتياط في العبادة، ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة، لتمكين الوقت زعموا، فأخروا الفطر، وعجلوا السحور، وخالفوا السنة، فلذلك قل عنهم الخير، وكثر فيهم الشر، والله المستعان .
والذي يظهر من كلام الحافظ أن تقديم الأذان إلى الفجر الكاذب كان في رمضان أول الأمر، ثم صار مع مرور الزمن في أشهر السنة كافة.
وروى ابن حزم بسنده عن الحسن البصري أن رجلاً قال: يا أبا سعيد، الرجل يؤذن قبل الفجر يوقظ الناس؟ فغضب وقال: علوج فراغ، لو أدركهم عمر بن الخطاب لأوجع جنوبهم! من أذن قبل الفجر فإنما صلى أهل ذلك المسجد بإقامة لا أذان فيه . وفي رواية: أنه سمع مؤذناً أذن بليل فقال: علوج تباري الديوك، وهل كان الأذان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد ما يطلع الفجر .
وعن إبراهيم النخعي قال: سمع علقمة ابن قيس مؤذناً بليل فقال: لقد خالف هذا سنة من سنة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو نام على فراشه لكان خيراً له، وفي رواية عن النخعي قال: كانوا إذا أذن المؤذن بليل قالوا له: اتق الله وأعد أذانك. (المحلى 3/117-118) .
وأشار إلى أن هذا الخطأ وقع حين وُضع التقويم: الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره "المنار" عند تفسير قوله تعالى: (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) الآية : 187 من سورة البقرة ، فقال : ومن مبالغة الخلف في تحديد الظواهر مع التفريط في إصلاح الباطن من البـر والتقوى، أنهم حددوا الفجر، وضبطوه بالدقائق، وزادوا عليه في الصيام، إمساك عشرين دقيقة تقريباً، وأما وقت المغرب، فيزيدون فيه على وقت الغروب التام خمس دقائق على الأقل، ويشترط بعض الشيعة فيه ظهور بعض النجوم. وهذا نوع من اعتداء على حدود الله تعالى... ( تفسير المنار 2/184 ) .
وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين إمام الحرمين -رحمه الله -: بالنسبة لصلاة الفجر؛ المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا أن الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جداً، ولهذا لا ينبغي للإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو 25 دقيقة حتى يتيقن أن الفجر قد حضر وقته. (شرح رياض الصالحين3 /216) .
وهذه الفتوى وغيرها من فتاوى كبار العلماء كانت السبب الرئيسي في قيام المساجد في كل أنحاء العالم الإسلامي بتأخير إقامة صلاة الفجر مدة تتراوح بين 15-25 دقيقة لكن يجب ملاحظة أن هناك فصول من السنة لا يظهر فيها الفجر الصادق إلا بعد فترة أطول من هذه المدة الزمنية قد تصل إلى ما يقارب الساعة في بعض البلدان الإسلامية ، فلماذا لايتم الاعتراف رسمياً بوجود الخطأ ويتم تصحيحه ؟ لماذا الاستكبار من رجال الدين ولماذا الإصرار على استمرار الخطأ ؟ .
وقام أخوة في بلاد الشام، وعلى رأسهم العلامة الألباني -رحمه الله - باستطلاع الفجر، وتبيـن لهم ما ذكرنا، وصرح الشيخ بذلك في شريط مسجل وذكر ذلك في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/52 الحديث رقم 2031 فقال :
وهذا أمر بالغ الخطورة، حيث يصلي كثير من المسلمين عقب أذان الفجر الكاذب، أي: قبل طلوع الفجر الصادق، مما يترتب على ذلك فساد الصلاة على من علم ذلك ، لذا وجب على المسلم التنبه إلى هذه المسألة، والنظر فيها نظر علم، واتباع، وتمحيص، لا نظر تقليد، لا يفرق بين الدليل والإتباع وبين التقليد، ولا يجوز له الاعتماد على تقويـم مُعَدٍّ على حساب فلكي، لا يُدرى عن واضعيه، مقدار علمهم الشرعي، واتباعهم للسنة، بخاصة وقد تبين بالدليل القطعي خطؤه، وشهد على ذلك العلماء العدول ، نذكر منهم :
ما قاله الـحافظ ابن حجر في ( فتح الباري) : (تنبيه) من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام، زعماً ممن أحدثه: أنه للاحتياط في العبادة، ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة، لتمكين الوقت زعموا، فأخروا الفطر، وعجلوا السحور، وخالفوا السنة، فلذلك قل عنهم الخير، وكثر فيهم الشر، والله المستعان .
والذي يظهر من كلام الحافظ أن تقديم الأذان إلى الفجر الكاذب كان في رمضان أول الأمر، ثم صار مع مرور الزمن في أشهر السنة كافة.
وروى ابن حزم بسنده عن الحسن البصري أن رجلاً قال: يا أبا سعيد، الرجل يؤذن قبل الفجر يوقظ الناس؟ فغضب وقال: علوج فراغ، لو أدركهم عمر بن الخطاب لأوجع جنوبهم! من أذن قبل الفجر فإنما صلى أهل ذلك المسجد بإقامة لا أذان فيه . وفي رواية: أنه سمع مؤذناً أذن بليل فقال: علوج تباري الديوك، وهل كان الأذان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد ما يطلع الفجر .
وعن إبراهيم النخعي قال: سمع علقمة ابن قيس مؤذناً بليل فقال: لقد خالف هذا سنة من سنة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو نام على فراشه لكان خيراً له، وفي رواية عن النخعي قال: كانوا إذا أذن المؤذن بليل قالوا له: اتق الله وأعد أذانك. (المحلى 3/117-118) .
وأشار إلى أن هذا الخطأ وقع حين وُضع التقويم: الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره "المنار" عند تفسير قوله تعالى: (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) الآية : 187 من سورة البقرة ، فقال : ومن مبالغة الخلف في تحديد الظواهر مع التفريط في إصلاح الباطن من البـر والتقوى، أنهم حددوا الفجر، وضبطوه بالدقائق، وزادوا عليه في الصيام، إمساك عشرين دقيقة تقريباً، وأما وقت المغرب، فيزيدون فيه على وقت الغروب التام خمس دقائق على الأقل، ويشترط بعض الشيعة فيه ظهور بعض النجوم. وهذا نوع من اعتداء على حدود الله تعالى... ( تفسير المنار 2/184 ) .
وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين إمام الحرمين -رحمه الله -: بالنسبة لصلاة الفجر؛ المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا أن الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جداً، ولهذا لا ينبغي للإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو 25 دقيقة حتى يتيقن أن الفجر قد حضر وقته. (شرح رياض الصالحين3 /216) .
وهذه الفتوى وغيرها من فتاوى كبار العلماء كانت السبب الرئيسي في قيام المساجد في كل أنحاء العالم الإسلامي بتأخير إقامة صلاة الفجر مدة تتراوح بين 15-25 دقيقة لكن يجب ملاحظة أن هناك فصول من السنة لا يظهر فيها الفجر الصادق إلا بعد فترة أطول من هذه المدة الزمنية قد تصل إلى ما يقارب الساعة في بعض البلدان الإسلامية ، فلماذا لايتم الاعتراف رسمياً بوجود الخطأ ويتم تصحيحه ؟ لماذا الاستكبار من رجال الدين ولماذا الإصرار على استمرار الخطأ ؟ .
وقام أخوة في بلاد الشام، وعلى رأسهم العلامة الألباني -رحمه الله - باستطلاع الفجر، وتبيـن لهم ما ذكرنا، وصرح الشيخ بذلك في شريط مسجل وذكر ذلك في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/52 الحديث رقم 2031 فقال :
وقد رأيت ذلك بنفسي مراراً من داري في جبل هملان -جنوب شرق عمان- ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين ؛ أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة، أي قبل الفجر الكاذب أيضاً، وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق، وهم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة، وعلى ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها، وقد يستعجلون بأداء الفريضة قبل وقتها في شهر رمضان…
وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام، وتعريض لصلاة الفجر للبطلان، وما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي , وإعراضهم عن التوقيت الشرعي , كما جاء في قوله سبحانه وتعالى : (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) وحديث: (فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر) وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .
وقال الشيخ مصطفى العدوى - في رسالته يواقيت الفلاة في مواقيت الصلاة (127) - ما نصه (في بعض البلاد العربية، بل في كثير منها يؤذن للفجر قبل تبين الفجر الثاني وهو الفجر الصادق…، وقد راقبت ذلك في قريتي بمصر فإذا بهذا الخيط الأبيض (الفجر الصادق) يظهر بعد الأذان المثبت بالتقاويم بمدة تدور حول الثلث ساعة).
وقام بعض العلماء في بلاد المغرب, وفي مقدمتهم الشيخ تقي الدين الهلالي باستطلاع الفجر, وتبين لهم وجود خطأ في تحديد موعده, وقد أصدر الشيخ الهلالي بيانًا بذلك قال فيه : اكتشفت بما لا مزيد عليه من البحث والتحقيق، والمشاهد المتكررة من صحيح البصر .. أن التوقيت لأذان الصبح لا يتفق مع التوقيت الشرعي، وذلك أن المؤذن يؤذن قبل تبين الفجر تبيناً شرعياً (رسالة بيان الفجر الصادق وامتيازه عن الفجر الكذاب ص2) .
وللشيخ محمد علي فركوس من كبار علماء الجزائر فتوى تحمل رقم 47 بتاريخ 4 نوفمبر 2001 حول الحكم في تأخير إقامة صلاة الفجر ببعض المساجد لمدة 20 دقيقة فأجاب :
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فاعلم -وفقك الله- أنّ الفجر فجران، فجر صادق وصفته أن ينتشر ممتدا في الأفق الشرقي، والمراد بالأفق هو ما يرى من السماء متصلا بالأرض، والثاني: فجر كاذب وصفته أنّه يرتفع في السماء مثل العمود ولا يكون ممتدا في الأفق، وقد عبّر عنه الحديث بـ "ذنب السّرحان"( والفجر الحقيقي الذي تحلّ فيه الصلاة هو الفجر الصادق، أما الفجر الكاذب هو الفجر الأول إنّما يكون بالليل، ومن افتتح الصلاة قبل طلوع الفجر الآخر يجب عليه الإعادة لحديث ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام"( والأذان الرسمي الحالي المبني على التوقيت الفلكي لم يراع حقيقة طلوع الفجر الصادق ولا صفته والمفارقة فيه ظاهرة للعيان، وإنّما يدخل الفجر الصادق بعد مضي الأذان الرسمي بحوالي عشر دقائق إلى عشرين دقيقة، بحسب فصول السنة حرصا على أهمّ ركن في الدين وهو الصلاة، وحملا لأفعال المصلين على الصحة والسلامة، وتجاوبا مع ما يمليه الشرع ويأمر به ……
وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام، وتعريض لصلاة الفجر للبطلان، وما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي , وإعراضهم عن التوقيت الشرعي , كما جاء في قوله سبحانه وتعالى : (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) وحديث: (فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر) وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .
وقال الشيخ مصطفى العدوى - في رسالته يواقيت الفلاة في مواقيت الصلاة (127) - ما نصه (في بعض البلاد العربية، بل في كثير منها يؤذن للفجر قبل تبين الفجر الثاني وهو الفجر الصادق…، وقد راقبت ذلك في قريتي بمصر فإذا بهذا الخيط الأبيض (الفجر الصادق) يظهر بعد الأذان المثبت بالتقاويم بمدة تدور حول الثلث ساعة).
وقام بعض العلماء في بلاد المغرب, وفي مقدمتهم الشيخ تقي الدين الهلالي باستطلاع الفجر, وتبين لهم وجود خطأ في تحديد موعده, وقد أصدر الشيخ الهلالي بيانًا بذلك قال فيه : اكتشفت بما لا مزيد عليه من البحث والتحقيق، والمشاهد المتكررة من صحيح البصر .. أن التوقيت لأذان الصبح لا يتفق مع التوقيت الشرعي، وذلك أن المؤذن يؤذن قبل تبين الفجر تبيناً شرعياً (رسالة بيان الفجر الصادق وامتيازه عن الفجر الكذاب ص2) .
وللشيخ محمد علي فركوس من كبار علماء الجزائر فتوى تحمل رقم 47 بتاريخ 4 نوفمبر 2001 حول الحكم في تأخير إقامة صلاة الفجر ببعض المساجد لمدة 20 دقيقة فأجاب :
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فاعلم -وفقك الله- أنّ الفجر فجران، فجر صادق وصفته أن ينتشر ممتدا في الأفق الشرقي، والمراد بالأفق هو ما يرى من السماء متصلا بالأرض، والثاني: فجر كاذب وصفته أنّه يرتفع في السماء مثل العمود ولا يكون ممتدا في الأفق، وقد عبّر عنه الحديث بـ "ذنب السّرحان"( والفجر الحقيقي الذي تحلّ فيه الصلاة هو الفجر الصادق، أما الفجر الكاذب هو الفجر الأول إنّما يكون بالليل، ومن افتتح الصلاة قبل طلوع الفجر الآخر يجب عليه الإعادة لحديث ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام"( والأذان الرسمي الحالي المبني على التوقيت الفلكي لم يراع حقيقة طلوع الفجر الصادق ولا صفته والمفارقة فيه ظاهرة للعيان، وإنّما يدخل الفجر الصادق بعد مضي الأذان الرسمي بحوالي عشر دقائق إلى عشرين دقيقة، بحسب فصول السنة حرصا على أهمّ ركن في الدين وهو الصلاة، وحملا لأفعال المصلين على الصحة والسلامة، وتجاوبا مع ما يمليه الشرع ويأمر به ……
ونوه الشيخ القرافي رحمه الله إلى وقوع هذا الخطأ في زمانه فقال : جرت عادة المؤذنين, وأرباب المواقيت بتسيير درج الفلك إذا شاهدوا المتوسط من درج الفلك, أو غيره من درج الفلك الذي يقتضي أن درجة الشمس قربت من الأفق قرباً يقتضي أن الفجر طلع، أمروا الناس بالصلاة والصوم مع أن الأفق يكون صاحياً لا يخفى فيه طلوع الفجر لو طلع، ومع ذلك لا يجد الإنسان للفجر أثراً البتة، وهذا لا يجوز، فإن الله تعالى إنما نصب سبب وجوب الصلاة ظهور الفجر فوق الأفق ولم يظهر، فلا تجوز الصلاة حينئذ، فإنه إيقاع للصلاة قبل وقتها، وبدون سببها. (الفروق 2/3 ، 301)
ومنذ عام نشرت جريدة عقيدتي وهي جريدة إسلامية رسمية تصدر عن مؤسسة الأخبار بعددها الصادر يوم الثلاثاء 28/7/2009 بالصفحة الأولي خبرا تحت عنوان (لتأكيد البداية الصحيحة للفجر والعشاء) ونص الخبر يقول : أطلق المشروع الإسلامي لرصد الأهلة حملة عالمية تستمر عاما كاملا لرصد الوقت الصحيح لصلاتي الفجر والعشاء وذلك عن طريق تحري ظاهرتي طلوع الفجر وغياب الشمس. دعا المشروع المهتمين بتلك القضية في كل دول العالم لرصد هاتين الظاهرتين اللتين يمكن مشاهدتهما بالعين المجردة أو بالوسائل العلمية وبحياد لعرضها على علماء الشريعة والفلك لتحديد البداية الصحيحة لوقتي الفجر والعشاء. تهدف الحملة لدراسة تأثير العوامل الجوية والجغرافية علي موعدي الصلاتين وتمحيص زاوية انخفاض الشمس المعتمدة في الفجر والعشاء. انتهي الخبر
ولا شك أن الخبر يحمل دلالات واضحة واعتراف من المسئولين بالمشروع الإسلامي لرصد الأهلة بوجود خطأ في موعدي الفجر والعشاء المعمول بهما حاليا في المواقيت الرسمية المعتمدة بالدول الإسلامية .
الكاتب: هشام كمال عبد الحميد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق